[size=25]الأم
كل شيء في الطبيعة يرمز ويتكلم عن الأمومة :
فالشمس هي أم هذه الأرض ترضعها حرارتها , وتحضنها بنورها
ولا تغادرها , عند المساء , إلا بعد أن تنومها على نغمة أمواج البحر وترنيمة العصافير والسواقي.
وهذه الأرض هي أم للأشجار والأزهار , تلدها وترضعها ثم تفطمها .
والأشجار والأزهار تصير بدورها أمهات حنونات للأثمار الشهية والبذور الحية .
وأم كل شيء في الوجود هي الروح الازلية الأبدية المملوءة بالجمال والمحبة …
عن لفظة الام تختبئ في قلوبنا مثلما تختبئ النواة في قلب الأرض
وتنبثق من بين شفاهنا , في ساعات الحزن والفرح ,
كما يتصاعد العطر من قلب الوردة في الفضاء الصافي الممطر.
……………………………………………
الخالق
إعلم أيها الإنسان أنك مخلوق ولك خالق . وهو خالق العالم وجميع مافي العالم . وأنه واحد . كان في الأزل وليس لكونه زوال. ويكون مع الأبد وليس لبقاءه فناء .
وجوده في الزل والأبد واجب وماللعدم إليه سبيل . وهو موجود بذاته . وكل أحد إليه محتاج وليس له إلى أحد أحتياج . ووجوده به وجود كل شيء به.
إنه تعالى على كل شيء قدير . وإن قدرته وملكه فينهاية الكمال ولا سبيل إليه للعجز والنقصان .
وإن السماوات السبع في قبضته وقدرته وتحت قهره وتسخيره ومشيئته . وهو مالك الملك لا ملك إلا ملكه .
إنه تعالى عالم بكل معلوم وعلمه محيط بكل شيء . وليس شيء من العلى الى الثرى إلا وقد أحاط به علمه . لأن الأشياء بعلمه ظهرت وبقدرته انتشرت . وأنه تعالى يعلم عدد رمال القفار وقطرات الأمطار وورق الأشجار وغوامض الأفكار . وإن ذرات الرياح والهواء في علمه ظاهرة مثل عدد نجوم السماء
.......................
الإبتسامة
الإبتسامة لا تكلف شيئا" ولكنها تعود بالخير الكثير .
إنها تغني اولئك الذين يأخذون , ولا تفقر الذين يمنحون.
انها لا تستغرق أكثر من لمح البصر , لكن ذكراها تبقى إلى آخر العمر.
لن تجد أحدا" من الغنى بحيث يستغني عنها , ولا من الفقر في شيء وهو يملك ناصيتها .
إنها تشيع السعادة في البيت , وطيب الذكر في العمل , وهي التوقيع على ميثاقالمحبة بين الأصدقاء .
إنها راحة للمتعب , وشعاع الأمل لليائس , وأجمل العزاء للمحزون , وأفضل مافي حقيبة الطبيعة من حلول للمشكلات , وبرغم ذلك فهي لا تشترى ولا تستجدى ولا تفترض ولا تسرق .
....................
……………………………………………
القيم الإنسانية
إننا نجوز اليوم فترة من فترات التاريخ ,يلوح فيها أن عناية الناس بالقيم الأنسانية الثابتة على الدهر ,هي أضعف من عنايتهم بكل مايبهر الطرف ويخطف البصر, ويؤتي ثمرا" معجلا", من سلطان أو ثروة أو شهرة أو متعة .
أما مناقب التقوى والصبر والصدق والحلم والجهد الدائب الصامت , والبذل الخالص من كل شائبة , فلا تكاد تسترعي الأهتمام ولا أقول تستهوي النفوس.
لأن الحضارة الحديثة , بما تيسره من أسباب القوة و وسائل الإنتاج الزاخر , وعجائب السرعة في النقل والأنتقال والأتصال , شدهت الناس وأذهلتهم عن فضائل العقل والخلق التي مهدت لقيامها , وكانت هي سر قيامها , وعن الغرض الإجتماعي المنطوي في ما تتيحه من قدرة على تحقيقه أو الدنو منه.
....................[/size]