خليجي 20... هل يجب ان تقام؟؟

إيفان بوغدانوف.. هذا الاسم ليس للاعب عالمي أو مدرب كروي أو مسؤول ناد بل لمشجع صربي عرف بأنه كبير الألتراس.. شكله لن تنساه الجماهير الإيطالية.. أفعاله في مباراة ليلة الأربعاء جعلت الاتحاد الإيطالي يفكر في تعميم فكرة «بطاقة المشجع» إلى كافة الاتحادات الاهلية في أوروبا وليس في إيطاليا فقط.

بطاقة المشجع التي أتحدث عنها فكرة آمن بها الإيطاليون ونفذوها على كافة مشجعيهم بحيث لا يمكن لأي إيطالي أن يحضر مباراة ناديه إلا بامتلاكه لهذه البطاقة التي يبدو أن الهدف الرئيسي منها أمر أمني، إذ إن القبض على أي مثير للشغب سيعرضه لعدم حضور أي مباراة طيلة حياته!!.

إيفان بوغدانوف.. هذا المشجع الضخم الذي اعتلى عارضة ملاعب جنوا وقام بتقطيع شباك المرمى بسكين حادة جعلني أتساءل، وأقول: يا ترى كم إيفان بوغدانوف لدينا..؟.

في بعض المباريات تكتشف أجهزة أمن الملاعب في بلادنا أسلحة بيضاء وآلات حادة تجعلك تسأل نفسك وغيرك.. لماذا هذه الأسلحة ولماذا هذه الآلات.. هل هؤلاء المراهقون جاءوا للاستمتاع بمشاهدة مباريات فريقهم أم أنهم حضروا بهدف العبث واللعب بالنار وتمزيق أجسام الآخرين!! ربما يقول قائل إننا لم نصل بعد لهذه المرحلة لكنني أقول إننا بحاجة لنبدأ من حيث انتهى الآخرون وأقصد بالآخرين هنا الاتحاد الإيطالي لكرة القدم الذي وصل به فكره إلى استصدار بطاقة مشجع فيها كل المعلومات عن هذا الشخص وانتمائه ومكانه وعمله وسجله المدني..؟! علينا أولا أن ندرك أن كرة القدم لم تعد مجرد متعة بل أصبحت صناعة ومورد مال لشركات ومؤسسات وأفراد وحتى هيئات رسمية وبالتالي علينا أن نتعامل مع كل الأحداث التي نشاهدها عالميا ونسعى لتطبيقها في بلادنا حتى لا نصل إلى مرحلة الأسئلة التي تقول: ليتنا فعلنا ذلك؟!.

يقول وزير الداخلية الإيطالي: «إن العرض كان يجب أن يتوقف (قاصدا بذلك مباراة بلاده أمام الصرب).. لم يعد الأمر مجرد كرة قدم بل أمن بلد.. كان الملعب مليئا بالنساء والأطفال.. إن ما حدث في ملعب جنوا تشويه لكرة القدم وإرهاب للجماهير التي تحضر بهدف الاستمتاع!». فعلا يا وزير، إن ما حدث في ملعبكم درس لكل اتحادات العالم الأهلية وليس لكم أنتم فقط؟!. إنها بطولة ودية..؟!

لم يعد الأمر في رأيي يقتصر على منظمات تحذر من إقامة البطولة الإقليمية الودية في صنعاء بل امتد إلى صراعات يصعب من خلالها المغامرة بأراوح عشرات الآلاف من الجماهير واللاعبين والمسؤولين حينما تنطلق المنافسات..؟!.

بصراحة أكثر..أوجه رسالة إلى كل وزارات الداخلية في الخليج بضرورة اتخاذ القرار المناسب حيال ما يجري هناك..!.

إنها بطولة ودية أولا وأخيرا ولا تستحق منا أن نضيع أبناءنا من أجل رغبة في التنظيم.. وأعتقد أنه بإمكان اليمن أن يستضيفها ولكن ليس في هذا الوقت تحديدا والسبب معروف؟!.